وصفة طبيّة في الحبِّ والموسيقى.. والرياضيات!
![](https://sard.network/wp-content/uploads/2021/05/ghazy_ntab_2-780x470.jpg)
قال لهم الشاعر: تعالوا نتحاكم أيها السادة داخل غرفة صغيرة، لا تتّسع لجثّة متثائبة، أو قط متشرد يتقافز كالجندبِ الملسوع من هول حريقٍ جعلَ يأكلُ الحقيقة، تلكم التي فرّغها القتلة في صوامع جشعهم لتتعفّنَ أمام الجوعى والفقراء، والقتلى العاشقين!
- أما أنا، سأكون الخاسر دائماً!
فلا تندهشوا أمام الخسارات الجميلة، ولا حتى، ترفعوا قبّعاتكم، التي اعتمرتموها بذريعة الطقس، أو المطر، أو.. حتى لإضفاء هيبة على ملامحكم المترجمة في المرايا كل يوم؛ حينما تقفون أمامها لبدء الحوار أو “المونولوج المضحك!”.
كانت تقول لي في بعض الأحيان: ” أكره الماضي..” وخاصةً عندما نكون في حالة “رومنطيقية”، نتعالى من خلالها على المألوف ونضع العالم كله في وعاء فخّاري ونوقد تحته النار.. لتأتي اعترافاتنا الجليلة، ولواعجنا؛ تلك التي تكون مؤلمة، وكلانا نجمّلها بمساحيقَ آنيّة من باب الشكوى، أو البوح للآخر: بأننا “حقيقيون!”
- مرةً… قالت لي وهي تمسحُ عن ثدييها –الماضي– وكأنها ترغبُ بالتقيّؤ:” أنا أكرهُ الموسيقى..” وأنا، لم أدرِ ما علاقة تلك الحركة اللاإرادية بكرهها للموسيقى؟!
فككتُ حزام بنطالي وهرولتُ مُسرعاً تجاه المرحاض، لأفرّغَ أكبر كمية من البول في بلعوم الكرة الأرضية، وأنتشي بعدها، لكن، ليس كانتشاء مصابٍ بالتهاب مسالك بولية، أو سكّير يدورُ في قعر الثمالة.. إنما، لأرى لون “بولي” – أصفر، أم نقيْ مثل بول طفلٍ لم يحتسِ أية أشربة “مبسترة!”، أو يرضع من ثدي أمّه حليباً مسموماً، يزدحمُ بالحقد أو العنصرية والطائفية؛ لكنني، لم أرَ اللونين؟! بل كان لونه يميل إلى الاحمرار! وكأنني أتبوّلُ دماً.. كأن قلبي ينزف من الداخل، لينتهي النزيف في مثانتي، نعم، – إنه ينزف حبها، وليس على قلبي أن يطرد حبها إلا عن طريق المسالك البولية، على شكل نزيف ملوّث، فهي لم تترك لي فرصة واحدة أن أعطيها وسام الخروج من قلبي بهدوء وجمالية.. عبر جرحٍ واسعٍ وأعمى إلى أقصى يمين صدري، أو يتطاير حبها على هيئةِ فراشاتٍ ملوّنة من عمودي الفقري المقوّس، أو ربما كانت ستبقى في قلبي فلاحةً صغيرة، جميلة، تلتقطُ في مروجهِ الأعشاب الضارة، وتطارد الجنادب ضاحكةً، وحتى كان باستطاعتها أن تغفو كل يوم إلى جانب نبضي، يلفّها “شغاف القلب” بحنوٍ وولهٍ … لكنها، آثرت أن ينتهي بها المطاف هكذا.. مثل أنثى ارتأت أن تكونَ عابرة تقتنص الفرص، وتعيش كالطفيلات على دماء الآخرين، وتكره الموسيقى، وتحبّ أمّها الحكيمة!
- لم تفهموا حتى الآن ما أرمي إليه.. أليس كذلك؟
سأخبركم…
لقد كانت تعطي مجالاً مغناطيسياً لكل “ذكر” أو “رجل”، كي تجذبه إلى شِباكها، مثل أنثى العنكبوت.. وبعدها تفترسه !
أطلقتُ عليها اسم “الآنسة رياضيات“، كونها تتقن الحساب بشكلٍ ممتاز: عدد الأيام المتبقية ليوم ميلادها أو ميلادي وموتي، والأيام الماضية من عمرها، والقادمة من حياتها معي!
وباستطاعتها أيضاً خلال عشرين ثانية حساب أثمان فساتين السهرة المعروضة على واجهات المحال التجارية، وعدد أقلام أحمر الشفاه كلّها داخل أي محل لبيع مساحيق التجميل، دون أن تراها!
سميتها “الآنسة رياضيات“، لكنها لا تتقن حساب النهايات، كونها تقع دائماً في حفر موحلة ورذيلة مؤقتة منذ البداية، حتى أجيءُ أنا لإنقاذها من هذه البؤر. وكما قالت لي في إحدى المناسبات التافهة، وهي ثملة، إنها تحبني! لكنها تلعب دور الأنثى اللعوب، التي تتمنّع، وفي شرايينها ينطلق الشبق والشوق كقطارين متعاكسين بسرعة فائقة، ولا يتوقفان عند أي محطة إلا بفعل حادثٍ صارخ فوق السرير، أو قُبلة ترافقها مائة دولار مني أو من عاشقٍ مؤقت، تشتري بها حمالاتٍ للصدر، ملونة كتلك الفراشات التي تتطاير من عمودي الفقري، لتغري مجدداً ذكراً ما في المرايا، أو إطار المرآة الذي صنعه نجّارٌ يمتلك عضواً ذكرياً بطول مطرقة.. على أقل تقدير!
لكنني وقتها لم أكن أريدُ تفريغ أيَّ شيءٍ من “بولي” في المرحاض، بل على العكس، شربتُ الكثير من الماء، بأنني فتحتُ صنبورَ المياه في الحديقة الواقعة بالقربِ من منزلي، حيث كنا نجلسُ لتبادل الأسئلة والأجوبة، والاعترافات المواربة، وننثر اللعنات على الأنظمة العربية ومواخير الدعارة السياسية لدى نظام الأسد، ونذكر العلاقات الجنسية العابرة بين “محور المقاومة، و إسرائيل“.
كذلك، جعلنا نعدُّ الجنادب التي تتقافز عبرَ تلةٍ معشوشبة صغيرة أمامنا، وكأنها حدباء، بفعل تجاهل مؤخرات العشاق الأغبياء الذين اختاروا المقاعد الخشبية بدلاً من العشب، أو جرّاء الهزّات في جوف الأرض كلما مرّ عاشقان مختصمان ومُتخمان بأسباب تافهة وغير مقنعة لكلا الطرفين!
كنتُ دائماً على إصرار، في مخيلتي، دون قلبي، أقول ” إنها نوتة موسيقية، و”كونشرتو“؛ أرقّ من خرير المياه الذي كان قلبي يصيخ السمعَ إليه، على ضفّة النهر، عندما كانت تمدّ ساقيها فوق العشب، وتتكئُ على مرفقيها وهي تشبكُ أصابع كفّيها أمام قلبها، ذاك القلب الذي أصبح مزاداً علنياً للحبِّ فيما بعد!
- وكما قال لي الشاعر مرةً: إنها تتقن الرياضيات فقط لمسافة عشرين متراً، ولمدة سنة وبضعة أشهر برفقتك؛ وأيضاً، تتقن الحقيقة، ضمن دائرة مسح ضوئية تحيط بها كي تحمي (أنوثتها)، لكنها.. كذبت، نعم، وقالت إنها تتقن الموسيقى – أي موسيقى الحبّ!
دائماً كان الشاعر يخبرني “بأنها تتقن الرقص أيضاً، فوق أسرّة الفنادق، خلال رحلات ترفيهية عن نشطاء وناشطات المجتمع المدني في تركيا، وخاصةً تلك؛ رحلات إسطنبول أو مرسين! فلقد كانت تحرّك الكرة الأرضية على خصرها، هزّات .. هزّات أرضية، تحيل المشهد إلى محدودب، يدورُ كبهلول، أو صوفي في حضرة مسائية مكتظة بالإيقاع والأنفاس الساخنة والرؤوس المتمايلة والأجسام الطرية، التي تدور حول بعضها… طرية كخصرها المربوط إليه قماشة مزركشة بالرجال الغائبين!
- إنها قطة.. رغم أنها تخشى مشاهدة القطط الحقيقية لثانيتين!!
لكنها فعلاً قطة.. وتخاف من القطط متى تشاء!.. ويقول الشاعر إنها رفضت وجود أي قطة لديه في المنزل “أنثى محتالة.. صديقة.. عاملة بوفيه.. عاهرة موظفة في منظمة مجتمع مدني!)، رغم أنه يعشق تربية القطط، لكنه رضخ لرغبتها أكثر من مرة .. وحينما كانا يتخاصمان، ويتخمان بالأسباب المُعلّبة التي تستحضرها، كان خفيةً عنها يجلب قطاً من الحديقة كي ينام لديه في المنزل، أو يقرأ مُلخّصاً حول مزاج الأنثى خلال الدورة الشهرية، ليشعر بغيابها حاضراً، ويختنَ المشهد بسكينِ اللامبلاة …!
*أيها السادة… كأن الطمثَ مستمرٌ لدى أغلب الإناث المواربات اللائي مررنَ في حياة الشعراء ؟!
يقول الشاعر” القطط جاحدة، إنما حبيبته أكثر جحوداً منها، وهي ليست بقطة، بل أنثى ثعلب برية تقتاتُ بالخداع، وتقمّم في كل مكان، حتى إن وقعت بين أنيابها فريسة طازجة (رجل ــ شاب .. شيخ، هرم.. تاجر.. ) لا تفوّت تلك الفرصة! فلربما رضعت حليب النكران والجحود، وأتقنت القفز على حبال الحبّ كبهلوانة طريّة الخصر والقدِّ!
- ولم تزل تكره الموسيقى.. وتعشق كل الأثمان الباهظة التي تحصل عليها مجاناً !
لقد سددت لي ضربة قاصمة دون سابق إنذار، ولم تدرك بأنني صرتُ ذئباً جريحاً، ألعقُ دمائي التي أهرقها حبّها، عدا عن تلاعبها بأساليب مبتذلة أمام مُهجتي، لكن، لا بأس… مضغتُ آلامي، ولم أظهر لها أيَ شيء لآخر لحظة، حتى حينما جاءت إلى منزلي بوجهٍ غير وجهها، وملامحَ قاسية، متحجّرة، وكأنها تريد مضغ قلبي مثل “ليليث“، دون ذنب اقترفته، غير أني كنتُ أعدّ أصابعي كل يوم، أنتظرها تأتي مثل فراشة تدور حول دفء قلبي ولا تحترق، لكنها أحرقتني بقسوة، وشراسة مستحيلة، وجعلت مني أخرق، لا يتعدّى تفكيري سوى أنني أريدها بشتى الوسائل أن تكون إلى جانبي، حتى لو اضطررتُ لربطها حول خصري، مثل نبتة بريّة، أستنشقُ عبيرها كل هنيهة، وأرقصُ .. أهزّ الكرة الأرضية بوقعِ خطواتي، فرحاً، ضاحكاً، أن حبيبتي قربي، تتضوّعُ كالربيع، ولا تودّ قتلي بغيابها تارةً، وتاراتٍ أخرى بخداعها ودفن الحبّ الذي كنتُ أراه زورقَ الإنقاذ الذي سوف ينتشلني من غرقٍ مسجورٍ بالنيران، وذكرياتٍ متلاطمة تجرفني نحو الهلاك!
- نعم؛ لقد سددت لي ضربةً قاصمة، وغابت!
حتى دون أن تلوّحَ بكفّها مثل المسافرين عبر المطارات والموانئ، أولئك الذين يودّعون أحبائهم، بلا ضغينة أو شعورٍ بالأسف؛ لقد، سافرت، رغم أننا في مدينةٍ واحدة، والمسافة التي تفصل بيننا ليست أكثر من فرسخين؛ وأعتبرها أنا، ليست أكثر من المسافة التي تفصل بين قلبي وعينيّ، فهي دائماً تقطنُ قلبي كفلاحةٍ صغيرة، جميلة، تجمعُ التفاح المتساقط، الناضج، أو تقطف حبّات التوت البري، وتتمدّد بجسمها الطريّ على ضفّة خافقي، ولم أرد لها يوماً أن تنزعَ الأعشاب الضارة، فهي حينما تكون في قلبي يتبدد كل شيء، باستثناء ذاك الخوف المستمر من الطعنة النجلاء، التي قد توجهها هي، مثل أي أنثى منحتها قلبي، فلاكتهُ بين أنيابها عندما كنتُ أحسبها مناقير عصافير وديعة!
دخلتُ المشفى ثلاث مرات، من جرّاء خداع الحبّ والمرايا! وكان الأطباء يقولون لي ” إن خللاً عضوياً في قلبكَ قد حدث“، ومنهم كان يشخّص حالتي بأن شريان قلبي مسدودٌ بقُبلة متحجّرة“؛ وآخرُ قال لي مرةً إلى جانب الممرضة التي كانت تضع لي جهاز التنفس الاصطناعي “سوف تبقى هنا ليومين، كي نتأكد من عمل رئتيك، فأنتَ مشنوقٌ بضفيرة شيطانة!”
نعم.. لقد خرجَ دمي من أنفي وليس عبر البول! وكان بودّي أن تنزف خاصرتي، أو عنقي، أو يحدث ثقبٌ في صدري مصادفةً في منتصف الصدر، وأنزف.. أنزف بلا توقّف، ليسيلَ دمي نحو قدميّ ويمشي.. يسيل ويهرول، ويركض، حتى يصل إلى ضفّة النهر، حيث كنا نجلس أنا وهي، ويصبّ هناك، ساقياً تلك التلّة الحدباء، كي تهدأ، وتنتهي عن الأنين… صحيح! نسيتُ أن أبوحَ بسرٍّ ليس صغيراً؛ كانت التلّة تئنُ، وكأنها جريحة في حرب، أو من خداع الزمن. كنتُ أسمعها أنا فقط، أما حبيبتي، فالفراشاتُ هي من تصغي إليها، فقط – أي حبيبتي، لا تصغي لأي شيء… النهرُ يصغي إليها، والعشب، الثمار والعصافير، والقطط التي تخشاها أيضاً تصغي إليها، والموسيقى، والكمنجات تصغي إليها، والمطر، وحتى… نُدَف الثلج الخفيفة تغيّر مسارها في السماء لتتجه نحو منزلها الذي يبعدُ عن قلبي فرسخين فقط؛ هما فرسخان أيها العالم، وأنا أتيهُ كساعي البريد الأحمق في جغرافيا ضيّقة، لا أستطيع من خلالها الوصول إلى أقرب نقطة من ظلها، من وجهها، كي أراها وأجلس معها لدقيقتين، تتحولان إلى زمن، أستطيع إشباعه برحيق الدهر، وأبقيها جانبي مشدودةً إلى خصري، أو حضني، مثل نبتةٍ برية، أو زهرة بابونج عبقة… نعم، كل هذا ما أريد! هل رأيتم كم أنا رومانسي وأبله ؟!
لكن، للأسف.. أنا الآن مستلقٍ على سريرٍ في مشفى خاص، –نعم خاص؛ لأنني حالة خاصة لم أفسرها أنا بعد– وقد كشفتْ الممرضة عن صدري كي تقوم بتخطيطٍ لقلبي، ومن ثم سأركضُ على بساطٍ طبي، على شكل دراجة هوائية، لأسبق حتفي على يد الحبّ، وأعرف مدى قوة قلبي أو أحصي هزائمه؛ تلك العضلة اللعينة التي أرهقتني!
إذن.. وللمرة الرابعة يضطربُ قلبي، ولا أدري لماذا عقلي لم يشكُ من علّة، فقط يشاهد ما يحدث لقلبي؟!
ودائماً كنت أتفاجأ وأنا أقرأ كتاباً ما، أو أكتبُ هوامش مقتضبة عن حياتي الهامشية في هذا العالم الصلد، أرى الدماء تسيل ساخنةً وتتعدّى شفتي لتصلَ إلى ذقني، كأنها تريد أن تقولَ لي” اقرأ سيرة الصمت ولا تنجُ من فخاخ الحب“، وتارةً وأنا أقفُ أمام المرآة كي أُغْرِقُ عينيَّ داخلها، أشاهدُ ذاك اللون الأحمر، يتساقط قطرةً قطرة، دون صدى، على رخامة “المغسلة”، ليرسمَ تشعباتٍ دقيقةً على شكل شرايين!
الدماءُ في كل مكان؛ إن لم نرها في الأقنية الأخبارية تتدفق من أشلاء أطفال سوريا، نشاهدها تنزّ عبر معاطفنا أو من تحت الأظافر، أو من خلال أغشية البكارة المفضوضة بصفقات شراء مراهقات مخيمات اللجوء من قبل أمراء وملوك الخليج، بدعوى زواج المسيار، أو تأمين مستقبل عوائل الضحايا!
خرجتُ من المشفى منذ فترة، وأنا ألعن حبيبتي وملوك وأمراء الخليج. سرتُ كثيراً في شوارع المنفى، وبمخيلتي أن تلك التي هزّت الكرة الأرضية في قلبي، سوف تَظهر أمامي مثل فراشة تائهة عن سربها الذي كان يتطاير عبر تلك التلة! لم أرها، وجعلتُ أمشي بلا وجهة، ودون أن أحصي خطواتي، فأنا لا أتقن “الرياضيات”، وأكره مادة الحساب، وحتى الهندسة؛ أحبّ الكرة الأرضية هكذا… عشوائية، من غير تنظيم، على سجيتها كما كانت، قبل أن تدنّسها أيدي دهاقنة الحروب، وتجّار العصور الحديثة، والنهضة الرقمية… ونفط آل سعود وخصيانهم السماسرة، وديمقراطية أمريكا!
لماذا.. أحب حبيبتي أيضاً، عفوية، بسيطة كخرير جدول، وناعمة مثل وبر القطة، وشقية كجندب يتقافز بين السنابل؟ أحبّها كفلاحة صغيرة تجمعُ في سلّتها الثمار، وقلبي الناضج الذي سقط أمامها. أحبّها بلا وصايا، من “أمّها وصديقاتها”، ولا نصائح نسائية تفيد بأن عليها انتقاء “حب – زوج” كي تنعمَ بحياة مستقرة ورتيبة، مليئة بالمال والبذخ والسهرات، والسيارات الفارهة، بعيداً عن حياة الشاعر، التي تزدحمُ بالعشوائية ودنان الخمر والقصائد المتثائبة، وتتّسمُ بالحزن الجميل، أو المؤلم، والنقص الحادّ بالدولارات والاستقرار، والكثير من الخيبات والطعنات الصديقة.. وتكتظُ بالفرح والحبّ والأمل.
لم أرها… وأنا أسيرُ كضريرٍ يسترشدُ بقلبه على أنه عكازه، نعم.. القلبُ هو البوصلة .. البوصلة التي سوف ترشدني ذات يوم إلى حبٍ خالٍ من المصائد والرياضيات والمنافي.. والموسيقى الزائفة!
- هأنذا الآن أجلسُ في الحديقة القريبة من منزلي، أمام “شجرتنا القزمة”، أنتظرها تكبر لأعلّقَ عليها قلبي في عيد رأس السنة القادم، قنديلاً يرشدكِ إلى الحقيقة يا حبيبتي.