يخبرني صديقي، ضمن رسالة صوتيّة عبر تطبيق واتس أب، أنّ عليّ اتباع الخريطة التي سيخبرني بها، لئلا أضيع في القرية التي سكن بها هو وعائلته منذ عدة أيام: تدخل القرية من مدخلها الرئيسي، لتجد خزان وقود كبيراً جداً، عليه صورة لـ”أردوغان” واضعاً يده على صدره، ثمّة صورة أخرى، لكن صورة “أردوغان” هذه يضع يده على […]
“فاطمة” وأنا نشأنا معاً… منذ المرحلة الابتدائية، حين كان مقعد الدراسة يجمعنا، كانت تُسرّ لي بحبها لابن عمها “صالح”، وتحكي لي عن كل ما يدور بينهما من لعب، وعن بعض الخناقات التي تبدأ بالشتائم ولا تقف عند شدّ الشعر. كانت تسترسل وهي تحكي لي عن يوم العطلة، حين يلعبان معاً تحت أشجار الكرم الملاصق لبيتهم، […]
سلطوا أسلحتهم باتجاهي وكأنهم قبضوا على أصل الشر، أو كأنني أنا وراء القصف العشوائي والبراميل والحصار، يبدو أنني محاصرة الآن بين أسلحتهم مثلما يحاصرون الأهالي أيضاً فوق حصار النظام لهم، يا لخيبة أحلامي وانهيارها. كان ذلك عندما دخلت إلى الغوطة الشرقية، حيث اعتدت ومنذ بداية الثورة أن أتسلل إلى هناك حاملةً بعض المساعدات من […]
لم تكن الحربُ هي البداية، لينشبَ اليأس أظافره اليابسة في جسدِ “أحمد السوري”، فمنذ ثلاثين عامًا، والحال على حالهِ، الغرفةُ الضيقةُ الرطبة أسفل الدرج، الغرفة البيت، التي من جدرانٍ شغلتها صور محمود درويش ومحمد الماغوط ورياض الصالح الحسين وأسماك يوسف عبد لكي، كما يشغلها الحزنُ والوحدة، ونافذة كوّة، تطل على الصفيح المعدن إذ لا سماءَ […]
كان نهارا أبيض مضيئا، ومن قال إن الشمس وحدها تضيء أيامنا، وكنت مرهقا قليلا رغم جمال البياض وارتياحه.. تعاملت كما لو أن الكساء العرائسي ذاك لا يرى إلا مرة واحدة في حياة المرء، مسقطا في عجالة سوريتي على المشهد الأوروبي الهادئ. داعبت ذرات الماء الطرية فوحدتها على شكل كرات ورميتها مع كثير من الذكريات على […]
أولاد الكلب كان خائفاً عندما دخل إليَّ في عيادتي البيطرية, هي لم تكن عيادةً بكل ما تعنيه الكلمة , كانت غرفةُ متوارية بين الأنقاض, أو إن صح التعبير كانت مسنودةً بالأنقاض التي لم تعد صالحة للقصف, حاولتُ أن أجعل من هذه الغرفة عيادةً بيطرية لمساعدة الحيوانات المتضررة من القصف الذي اشتد في أواخر عام 2017 […]