خاطرة

لا حب في البحر

الفقراء لا يملكون رفاهية الحب

ينظرون إليه بعيون الحرب التي تحصد أرواح صغارهم،

و أنا ما زلت كمراكب ورقية تنقل المهاجرين للغرب وتغرق بهم في حكايات جدتي .

تخيلي أن السمك كان الأكثر سعادة بهؤلاء الأبرياء،

أقسم علي أن أتركهم في ذاكرته ولا أمضي بهم للساحل؛ لكني كالعادة رسمت من أحلامهم سفينة للعدالة، وجئت بجدتي تسلي أوقاتهم…

سألها أحدهم: لمَ لا يحدث ذلك إلا في الشرق..؟!

فاحمر وجهها غضباً، ولطمتني على وجهي

أأنت حدثتهم عن العدالة والحب..؟!

ماتَ الصغير في دمعي، وأصبحت عاجزاً عن الدفع به للحياة من جديد..

كرهتُ حكمتي وغربتي بالحب..

اكتشفت أن جدتي منذ القدم تحمل راية الجهل السوداء؛ كي تغلفَ الحياة بالموتِ وتحفظَ للحكام سيوفاً أفقدتنا إنسانيتنا..

عدت للسمك أبحثُ عن سرِّ وجودي هاهنا.

ابتسم قائلاً:

من أين جئت..؟!

اختلطت ضحكتي بذاكرتهم، ولم أعي بعدها ماذا حدث لي..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثمانية عشر − ثلاثة =

زر الذهاب إلى الأعلى