شعر

لا تسدل الستار

’’ لا تسدل الستار  ,,

قلتُ لحبيبي :

لا تسدل الستار!

خلّ بيني وبينك بعضَ الهواء.. صمتَ عاصفةٍ
كي أحسّك،

كي تلتقطَ عينايَ وجهكَ

لسعةً مِن نار.

لا تسدل السّتار!

اقتربْ واشرب الشّاي من قدحي

فتلك طريقتي المواربة

لتذوّق شفتيك في ظلّ الحصار.

لا تسدل الستار!
هاتِ نبكي
مهما قالوا لكَ أن الدّمع يجعلكَ أكثرَ عُرضةً للحرب؛

لا تستجبْ

و ابكِ ما استطعتَ من هذا الملح!

هاتِ نملأ الكاميرات ملحًا!

قد يذرفُ بعدها المشاهدونَ دمعًا أكثر!
قد يبدو من حولنا الخلاء مضطرباً
فتدمع عين القناص من أجاج صورتنا

و يتعرّقُ وجهه الأغبر.

لا تسدل السّتار!

لو علّقنا أمامَ القنّاصة روزنامة اليوم:
عشرين ذئبًا، وحمامة

عشرين كذبةً، واستقامة

عشرين ذنبًا، وصلاة
عشرين زهرةً، وصاحبها

عشرين قبلةً، وباذلها

عشرين زنزانةً، وخالقها

عشرين نصّاً

عشرين صمتاً.

لو علّقنا أمامَ القنّاصة روزنامة اليوم؛
لـتذكّرَ وجه حبيبته!
وعاينَ لون البحر حين يندلق شقياً من أعيننا،

لتاهتْ رصاصته عنكَ

وسمعتني حيّاً
أقول لك:
ابكِ ياحبيبي!
ما أنفع الملح في الحصار!

عبد الرحمن القلق

دمشق / 2014

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنان × 3 =

زر الذهاب إلى الأعلى