ما بقي من كلماتنا

غابات المحيط -القسم الثالث..
عدت مرة أخرى…
زراعة ثالثة, لمحاصيل بيضاء من ورق…
و بذور سوداء من حبر
مسيري الأول, كان بإتجاه السواد الملتحي…
و الثاني بإتجاه فوبيا التواصل المعمم
غرقي في ثنايا النقاط, جعل الخيمة تقترب من النسيان…
و أنا لا أزال أبنها
لازالت هي من أعطتني ذكراي الأولى, حتى عامها الزوجي ٢٠١٢
في شهرها الزوجي كانون الأول, وفي عددها الفردي ١٧
لم أكتب شيئا يلامسها, فبقيت أسير الخجل من الكتابة, كوني وقعت في جنة الغرب
ينتصف مسيري تحت ضوء قمر, لا ينفذ نوره بين الأشجار..
حتى بهول حجمها ,لكنها لم تستطع أن تخبئ كثافة أرواح بحجم كيلومترين مربعين
لا تغتر بالمساحة, فحتما التحاء الأسود, لن يترك بذوري تنمو
هذه الغابة تغرق تحت سطور كاذبة, تحمل كلمات أكذب ,و نقاط أضعف
حيواناتها تحمل جلدا أشعر, لربما أنه تعبير غريب, أتى من جنة الغرب
ففي وصف المسير, ترى أمورا تجملها, بلغة مجروحة المضامين
لا أقصد الإساءة, إلا أن ظهري أعلن استصراخه, تحت جنة الغرب
لم تكن بوابتها القماشية, لتخيط صورة الوطن الأعظم, لولا أرواح من لامسوها
زرعت تلك الغابة ,حتى أنثر ما تبقى من اجزاء مبعثرة من ارواحنا للمذبح
و ربما للمئذنة ,فهما السبيل الى الرب, الذي يتربع على حافة السماء السابعة
بنينا سماء لنا, و رممنا أرواحنا, لتبقى سائرة تحت الأشجار, دون
ضوء الحبر المقدس ,الذي يجعلك أحيانا مغشيا بيقظة حية
لا أملك دفترا لإسقاط غابتي هناك, لكن هناك عالم العدم
و بواباته الثلاث ,اللواتي لازلن يوقفن بواقي أرواحنا المهشمة
شاطئ محيط العدم يروينا بحبره, لنزرع أوراقا جديدة, و نبتعد
نبتعد لاقتراب برزخنا, نقترب لابتعاد يوم حسابنا
فالخيمة يا الله ليست أمتعة بسيطة, إنما هي أرواح محاكة
أشلاء متناثرة , خيطت على مدار ألم لم ينته
خيطه من أجنحة الفراش, و ابرته من قضبان الحديد
و ربما من علبة طعام عائلية تزورها الحشرات في الليل
لا أعلم إن كان عقلي يرسم لي طريقا محددة
لكن تعامد الأشجار و بدء تبرعمها, يومي بأدمغتنا على العشب
الليل يعبئ الصمت في كؤوس من قماش
و القمر يعمل, خادماً لإيصالها لطاولات من حروف
فهو أو هما سبيلك
لتعبئة بني الإنسان
و صوت موسيقا خرجت عن السلم ,لتعاود نصب الخيمة, بالقرب من محيط العدم
يا الله في السماء السابعة ,أدعوك للنظر في شوارع الدم المقدس
هناك عند جسر سمي باسمه, و حوله نوافير من رماد
خيمة اسمنتية, مليئة ببقايا أجساد بني انسان
لم يقل سوى حقي لا عودة عنه
فكان الحديد بإنتظاره, في ظهر يوم البرزخ الأول
و غابت ثلاث سنوات ,و حملتها في أيامي ٢٠ عاما
٢٠ عاماً رأيتها بعيدة
٢٠ عاما لم تلتفت ورائها سوى للوطن الأكبر
أرضعتني حبرها, و اغرقتني بمحيط عدمها
و أركعتني أمام إله الكتابة, و حبره المقدس قبل الصلاة
نصلي لنغفر خطايا الحياكة الورقية
نضع وروداً من نايلون, لأن القماش غالي الثمن
نزرع أحلامنا, و نكدّس الآيات في حضرة الشجرة الأقدم
و نحصد مسافاتنا لنستقر في شمال أو في وسط جنة الغرب
و نتابع طرقنا لنحفر المتبقي منا في حضرة الزمن.
و نبتعد……..