ذاكرة شخصيه بورتريه

محاولة

محاولة للتذكر و الرثاء ..  الشهيد محمد عمايري .

أهو  الذنب .. ؟   أم هو  الحزن  ..؟  أم  أنه العجز ؟

هو  ذلك الذي يُصفِّدكَ  و يُلبِسك رداءً من اللَّهب  ليسَ بُوسع الإنسانِ احتمالُه  ،   عندما يكونُ القاتل ضحيةً  و المقتولُ ضحية  ،  و أرضُ المعركة ضحية  ،  فاعلمْ بأنَّك في طقسٍ من طُقوس العبث ،  حيثُ للضَّجر اليدُ الطُّولى  و  للموت  الكلمة  الأولى  .

كيف حدث ذلك .. ؟  كيف لا نستطيع الحياة  كالبشر و  لا الموت كالبشر ؟

أن تموت ملاكاً أو أن تموت شيطاناً لا يغير  حقيقة أنك ميت،  و لا جمال في الموت  سوى كونه وتريَّة على قيثارة الوجود .  يستحق الاهتمام ؟   صدقني  أن عين الفناء  غير المنحرفة  إن حملقت فيك  برصانة أو برصاصة  لن تهبك ما يستحق الاهتمام  ،  فلحظة أن تنام سيزول عن عينك الايهام  و ستبدأ الأحزان تتلاشى منك فيك لتذوي ذابلة في ضياعٍ ،  كضياع المصادر الأصيلة  ،  و  إنْ كنت تعتقدُ ما فعلته حلاً  ،  فاعلم أن عقد التناقض المُبرم بين مولد الإنسان و مقتله ثابتٌ كعروة الإيمان التي لا تُحل  ،  قد يصلح أن نقول  أن النجاة من الرعب ممكنة إذا لم يكن مصدره معك  ،  و لكن صدقني  ما  هي إلا جعبة مملوءة بالتصورات و الترهات المحطمة  التي  إن حاولت استهلاكها  ،  اعتمل فيك الجحيم  ،  و أبكيت عليك كل خلٍّ حميم ..

هي غرفة قذرة في بلدة نضرة قالت له  : سأبكي معك إلى الأبد ،  و لن أتركك  ..

فقلت لها  :  هذا الرجل يرهقني بسماحته ..   و قد كان  شهيداً جميلا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة × 5 =

زر الذهاب إلى الأعلى