ذاكرة لجوء

رحلة

أجلس في القطار، أتنقل بين سماء وأخرى وأعرف المحطة الصحيحة من وقت الوصول،

لم تحفظ عيناي الأماكن بعد، وأظن أنني لن أحفظها أبداً، هذا التراب لا يشبه سمرتي و السماء هنا باهتة فقد وزّعت زرقتها على أعين الجميلات

أن تكون غريباً يعني أن تبقى في حالة الغباش طوال الوقت، وكأنك صورة عارية لشيء ما قد موهت لاخفاء ملامحها،

تحتل الغباشة طريقك كله.. تتلعثم باللغة… بالابتسامة من نظرة خاطفة لركبة جميلة ما

لاشيء يشبهك، لا أحد حتى

تحملُ شخصيتك الجديدة التي ربيتها على الذوق الرفيع و الصوت المنخفض على ظهرك تظهرها وقت الحاجة عندما تسأل أحداً عن اسم شارع ، عندما تحتاج لتوليعة سيجارة

تلصق كائنك الأبله على وجهك وتقابل الغرباء، أنتَ الغريب، أنت الكائن الغريب الذي هطل من سماء بعيدة على هذه الأرض، تسرق نظرة عابثة على قبلة وداع بين عاشقين في المحطة ثم تتمتم ..

شو كنت حمار!! كم قبلة خسرت في هذه الحرب!

ثم تتذكر الحرب من جديد ، تستوقفك صورة للحرب العالمية على جدران برلين فتبكي ربما ، وغالباً تضحك

يا لبؤس الحياة !!

هل فعلاً مرّت حربٌ على هذه العجوز الشفافة صاحبة الفستان الوردي؟!

ثم يقطع ابن جلدتك الأفكار كلها ليسألك:

خيا وصلنا عبرلين ؟؟

ترسم ابتسامة النصر على ملامحك..

إي خيا هياتها، انت بنص برلين .. ركز

أيار. 2016

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة × خمسة =

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى