ذاكرة مكان
ثلاث لوحات في وجه دمشق
الأول من تشرين الثاني الساعة الثامنة مساءاً
الجو غائم نسبياً والأمطار تنزل خجلاً بين الحين والآخر وبقية القطرات تبقى حبيسةً بإنتظار فرصة أخرى للسقوط
الجو غائم نسبياً والأمطار تنزل خجلاً بين الحين والآخر وبقية القطرات تبقى حبيسةً بإنتظار فرصة أخرى للسقوط
اللوحة الأولى
الأكثر اكتمالاً, سائق الحافلة ذو عينين ذابلتين ووجه مليئ بالتجاعيد بلحية يتخللها البياض
وشعر مجعد
عيناه وكأنها تبكي دائما ينظر إلى الركاب من خلال المرآة الصغيرة ومن ثم يبتسم إلى كل شخص يتلاقى مع نظراته
على مايبدو أن هذه الشخص المتعب يحمل سوء الطقس ضمن مسؤولياته وبابتسامته هذه يحاول أن يخفف ذلك عن ضيوفه المؤقتين.
اللوحة الثانية
فتاه ذات عينين خضراوتين كانت تستمع إلى الموسيقى بشكل منفرد،
حاولت أن لا تأبه لشيء مما يجري وفضلت مبادلة الابتسام مع السائق عن سواه من الشباب المتواجدين,
واصلت الاستماع للموسيقى وذهبت بعينيها تراقب ولادة المطر من رحم الغيوم ,
بريق عينيها لم أجد له تفسير أكان فرحاً بتلك القطرات التي كانت إعلاناً بشكل أو بآخر بأننا دخلنا فصل الشتاء أم أنها فاقدة لأبيها!
وابتسمت أخيراً ليس لأحد من الشبان ولكن ابتسامتها كانت لذلك العجوز في محاولة بائسة لإخفاء الحزن.
فتاه ذات عينين خضراوتين كانت تستمع إلى الموسيقى بشكل منفرد،
حاولت أن لا تأبه لشيء مما يجري وفضلت مبادلة الابتسام مع السائق عن سواه من الشباب المتواجدين,
واصلت الاستماع للموسيقى وذهبت بعينيها تراقب ولادة المطر من رحم الغيوم ,
بريق عينيها لم أجد له تفسير أكان فرحاً بتلك القطرات التي كانت إعلاناً بشكل أو بآخر بأننا دخلنا فصل الشتاء أم أنها فاقدة لأبيها!
وابتسمت أخيراً ليس لأحد من الشبان ولكن ابتسامتها كانت لذلك العجوز في محاولة بائسة لإخفاء الحزن.
اللوحة الثالثة
والأكثر نقصاناً ولم أستطع أن أرى فيها أيٌّ ملامح
كل شيء في سواد حتى الخيالات أبت أن تسعفني,
العجوز الذي يتلقى الأجر لقاء إيصال الركاب إلى الأماكن التي يرغبون، كان عاجزاً في إيصالي إلى المخيم.
إن مايحدث هناك يطفئ أي شعور ورغبة في الحياة.
يهطلُ المطر أخيراً لا أحد يكترث ممن كانوا منتظرين قدومه أغلقوا جميع النوافذ خوفاً من البلل,
السائق يمسح الزجاج الأمامي كي تتضح الرؤية, ولكنه يعجز عن رؤية طريق واحد واضح يصل إلى المخيم.
بئساً! إلى أين يأخذني….
2016