مونديال سلقين
• حفل الافتتاح
ثم خرجنا من مخيم اليرموك أخيرا، وتلقى القاصي والداني إنجازنا التاريخي هذا بابتهاج عظيم. وكانت يلدا وأختاها محطتنا الانتقالية في انتظار القافلة الخضراء التي ستنتجع بنا أرض الشمال: خضر مرابعنا وأفقي قاحل. وكان يضيق صدري وينطف قلبي أحيانا كما لو كنت طفلا ينتظر الحلقة الأخيرة من جزيرة الكنز: أهو مجرد وهم أم سيعثرون عليه؟ وكيف سيقتسمونه؟ والهاجس واضح وضوح النخاعة في حائطٍ مُجصّص: لا أريد أن أشهد رمضاناً آخر في المنطقة الجنوبية. اكتفيت. أفضّل أن أصوم في جهنم. ثم إن كأس العالم 2018 على الأبواب. وليس الأمر أني كنت أود مشاهدة منتخب “فلاديمر بوتن” الوطني بعينين طازجتين، بل لأني لا أريد استعادة ذكرى مونديال 2014. كان مخيم اليرموك عامذاك في ديجور مرعب، كأنه العماء الكوني السومري قبل أن يلد إنليلُ نانارَ، ونانارُ شمشَ. كلُّ يومٍ مسرح لإمكانيات لا تحصى من المِيتات. كل شيء وكلّ أحد مميت في تلك الأيام الرجيمة، حتى إني كتبت مرة: “لم تطق الحياة نفسها فابتكرتِ الموت”. وبدا أن لوجعنا كينونةً إلهية من طراز ما حتى تكون له كل هذه البقيا والقدرة والهيمنة والقوة والشدة، سيّما وأن أكثرنا لم يكن طوّر بعدُ آليات التكيف. شاهدَ أقرب جيراننا المباريات على تلفزيون أبيض وأسود لا يتعدى قطره بضع بوصات، والبضع ما كان بين الثلاث والتسع في العدد وينطبق عليه حكم العدد المفرد من حيث التأنيث والتذكير. بينما كان أكثر الشباب الذين عرفتهم يتجمعون في مبنى مجاور لمشفى فلسطين، يشغّلون مولدة كهربائية بما وفروه أو استنبطوه من وقود، ليبدأ المهرجان اليومي. لو قصفهم النظام آنذاك لحقق هدفا بمقصية رائعة. كيف لم يش بهم المخلصون للنظام من أبناء مخيمنا الحبيب؟ لا أعرف، ربما لأنهم كانوا بينهم يشاهدون المباريات معا. وعدا واحدة أو اثنتين، “شاهدتُ” ما شاهدتُ من مباريات عبر المذياع.
لم أك يومها قد سمعت باسم سلقين غير مرتين، ولم أكن أتصور أن رائد القدر الذي لا يَكْذِب أهلَه سيُجيئنا إليها، لكنه فعل. وشهدت فيها الشهر الفضيل، وفيها شاهدت مونديال ماما روسيا في مقهى. شكراً روسيا! شكراً الصين! شكراً سلقين! وأعترف أنه كان عندي منذ زمن بعيد ذلك الورم الخبيث الذي يجعلك لا تفصل بين السياسة والرياضة، ولا تَمِيز لاعب كرة السلة من جندي المارينز. غير أنه على طول التسامح والتغاضي وإهمال العلاج تفاقم ذلك الورم حتى استولى علي. لذا لا عجب أني تابعت مونديال 2018 بوصفه جزءا جديدا من الحرب العالمية الأبدية، مسقطا همومي الشخصية عليه. أعجب فحسب أنه كانت عندي في تلك الأيام رغبة في الكتابة، كتابة أي شيء ولو كان خواطر مونديالية لا تصلح لنشرة رياضية.
• مرتزقة فاجنر
زعموا أن سلقين كانت ذات يوم معقلا للشيوعيين السوريين. كانت تسمى موسكو الصغيرة. يهذر “عصام الشوالي” في مفتتح المباراة بالبلاشفة ولينين وتروتسكي والبيريسترويكا الجورباتشوفية. لم يبد لي أن أحدا من شباب سلقين المتجمعين في المقهى على ألفة بهذه الأسماء. عددهم غفير، وحماستهم بادية. لاحقا سأدرك أن معظم الحضور كانوا نازحين مثلي، وسأظل أسميهم شباب سلقين. أهذا هو محمد صلاح؟ يسألني أحدهم. وددت لو أجيبه: لا! هذه مشجعة روسية. لكني لم أكن بمزاج حسن. إي! هذا هو محمد صلاح، فيفرك يديه جذلا. أود لو يخسر الفريقان، لكن قواعد كرة القدم غبية. أسأل أخي مأمون: من نشجع؟ مصر طبعا. أهي أهون الشرين؟ بلا شك، فروسيا عدو، مجرم، قاتل. لا بأس، نشجع مصر إذن. لدى الشوالي معلومة مثيرة: قبيل افتتاح المونديال، وضعوا تمثالا لكارل ماركس في الساحة الحمراء. ياه! ما معنى هذا؟ يراه الشوالي تصالحا من الروس مع تاريخهم. لو كان ماركس حيّاً من كان سيشجع؟ ليس للعامل وطن، قال ماركس. ليس للفقير وطن، قلت. ما أبشع الشعور الوطني! قال مأمون عند عزف النشيد المصري. ليس للقتيل وطن، من قال ذلك؟ شباب سلقين لا يعرفون شيئا عن الشيوعية، مثلما لا يعرفون شيئا عن كرة القدم. لكنهم يتحسرون على كل فرصة مصرية ضائعة، وتشرق وجوههم لمرأى كل فتاة روسية بيضاء متزينة مفترة الأسنان تشجع منتخبها الوطني.
انصرف أكثرنا من اليأس قبل نهاية المباراة، ومضى كل في طريقه بحثا عن وطن يشجع منتخبه.
• بطاقة حمراء
تستطيع تخيل رجل يفلت كالصوت، له وجه طفل، وجسد كرة، وقلب أسد، وساقا غزال عملاق، يمر كالهواء في المساحات الضيقة، وبدل الدماء يجري في عروقه وقود الصواريخ؟ هو مارادونا كما وصفه محمود درويش في مونديال 86. هذه المرة كان في مقصورة في المدرجات، يتذكر كيف حرر جزر الفوكلاند من قبضة البريطانيين، كيف عطل مسننات الماكنة الألمانية، كيف تملص منه الموت بجرعة زائدة؛ ثم ها هو على وشك الموت لو خسر جيش بلاده الحرب، “أشرف الحروب” كما نعتها درويش.
ربما فكر في النزول إلى العشب الأخضر. هل كان الحكم التركي سيغض الطرف عن تسلله عبر الحدود- لنقل مثلا تضامنا مع بقائه سبع سنوات محاصرا، نظيفا، وطامحا في تجديد مواطنيته الكروية؟ لا أعلم. أعلم ان مارادونا ليس فيلسوفا، ليس مثل غريمه “سقراط” البرازيلي، ولا مثل مواطنه “بورخس” في تأملاته الوجودية والميتافيزيائية، لكنه عند احتساب الحكم التركي لضربة جزاء فهم تماما ما عناه درويش حين كتب: “أهناك عذاب أشد، ووحشة أقسى، من عذاب حارس المرمى ووحشته الكونية أمام ضربة جزاء؟”.
لن أحدثك عن عذابك ووحشتك الكونية. سأحدثك عن ذراع مارادونا. فيها تجد وشما لجيفارا، ابن مدينة روساريو، روساريو نفسها التي أنجبت ميسي. كان مارادونا يظن جيفارا قاتلا وإرهابيا يزرع القنابل في المدارس، هكذا علّموه في الأرجنتين. وحين لعب في نابولي، لاحظ كيف كان المشجعون في الملعب، والعمال أثناء الإضرابات، يرفعون صور ذلك الأيقونة. نبش مارادونا في “الملفات الأرجنتينية” ليعرف الحقيقة. وقرأ بالتأكيد مذكرات ذلك الثائر، عن حبه لكرة القدم، عن ممارسته إياها، عن إنقاذها له في كولومبيا. قرأ بالتأكيد قوله: “كرة القدم ليست مجرد لعبة، إنها سلاح بيد الثورة”.
لكن الثورة باعت نفسها، وأكلت أولادها. أحدهم – وليكن اسمه مارادونا مثلا- فرح كثيرا بهدف الفوز، لكنه ظل يتمنى لو سمح له الحكم التركي باجتياز الحدود، حيث العشب الأخضر.
• الحياة كما يرويها ساراماجو
في “الطوف الحجري”، يتخيل الكاتب البرتغالي جوزيه ساراماجو أربعة أحداث متزامنة وغرائبية تؤدي إلى انفصال شبه الجزيرة الإيبيرية عن القارة الأوروبية، لتعوم على غير هدى في المحيط الأطلسي. شيء يشبه حينها الرد على اليمينيين القائلين بأن أوروبا تنتهي عند جبال البيرينيه، وشيء يشبه اليوم خروج البرتغال وإسبانيا من المونديال.
إن كان الإيدز -وفق إحداهن- هو مثل “أن تسجل البشرية هدفا في مرماها”، فماذا يكون التهليل لمجرم معتوه أحرق الملعب برمته؟ ecstasy، مشاركة في الجريمة، مرض، تنخر نفسي من طول عهدنا بالاستبداد، أو ربما يحتاج الواحد منا دراسة متمعنة لكتاب “تشريح التدميرية البشرية”. وعلى سيرة التحليل النفسي، وبعد أن تحدث محمود درويش عن عذاب حارس المرمى ووحشته الكونية أمام ضربة الجزاء/ركلة الترجيح، هو ذا يغير المنظور:
“أهناك ضغط نفسي أثقل من ضغط الوقوف الدقيق على وتر النجاح أو الفشل، والتحكّم بمصير الأمة المعنوي، حين يقف الهدّاف الماهر لتسديد ضربة الجزاء؟ أليست هذه اللحظات أشد قسوة ورهافة وتفجيرا للعاطفة الفردية والجماعية من اللحظات التي يواجهها “مقامر” دستويفسكي، مثلا؟”.
بلى! يشهد على ذلك مأمون وهو يرى شحوب اللاعبين وهم يقدمون على تنفيذ الركلات كأنما يساقون إلى الموت. ثم يعودون، خائبين أو مفلحين، لكن دوما متخلصين من ذلك العبء/الأمانة/المسؤولية/الوعي/لعنة الوجود البشري.
أن تضيع ركلة جزاء، خذلان للأمّة. أن تصدّها، إنجاز قومي. أن تسجل هدفا في مرمى منتخبك سهواً، إهمال. عمداً، خيانة. أن تدمر كل شيء حرقا، وتجويعا، وتعذيبا، واعتقالا، وبَرْملة، وتهجيرا… شكل من أشكال التحرير.
• استراحة ما بين الشوطين
لو سألتَ خورخي لويس بورخس عن أفدح جرائم إنجلترا، لأجابك من فوره: كرة القدم. وهذا طبيعي، فقد كان يعزو انتشار هذه اللعبة إلى تفشي الغباء. لكن أرجوك! لا تحقد على هذا الأرجنتيني الضرير الذي لو كان حيا لأبصرت عيناه قدم ميسي. فقد كان -مثلك- يمرضه الاستثمار السياسي للكرة في الدول الديكتاتورية التي تستغل أنظمتها ارتباط الجماهير بالمنتخب الوطني لخلق دعم شعبي جارف لها. وكان -مثلي- تقرفه ثقافة جماهير الكرة الغوغائية المتعصبة التي لا تنفصل عن الوطنية. والوطنية، وفق بورخس، “تسمح باليقين، وكلُّ عقيدة تنبذ الشك والنفي ما هي إلا فنتازيا أو غباء”.
لكن ربما معك حق. فقد تقيأت شعوب أمريكا اللاتينية أنظمتها المستبدة العسكرية القميئة سيئة الصيت (بيرون، بينوشيه، تروخييو، ريوس مونت..) وبدأت تسير في طريق الديمقراطية التي لا تهدي انتصارات رياضييها إلى الحزب الحاكم أو الأب القائد. أما نحن!!
• آخر تانجو في كازان
“شبح يلعب في روسيا، إنه شبح منتخب الأرجنتين”. لم يبدأ البيان الشيوعي كذا، لكنها بداية جديرة بإحدى قصص بورخِس الهذيانية.
جلس إلى جانبي في المقهى المطل على واد مشجر بالزيتون، وراح يؤكد أن آخر مباراة “حقيقية” في كرة القدم جرت في 24 حزيران 1937، وكانت في بوينس آيرس. حاولت أن أفهم منه أكثر ما يعنيه بالحقيقي، لكن أذنيه كانتا أكثر اهتماما بمتابعة تفاصيل اللعبة التي يمقتها أشد المقت.
– من حسن حظي أن عينيَّ كفيفتان.
– ربما تشعر بالغيرة لأن العالم لا يعرفك مثلما يعرف ميسي!
– أبدا! فأنا ايضا لا أعرفني.
– وماذا تعرف؟
– أعرف أن أشياء مثيرة ستحدث لو تأهلت إسرائيل إلى مونديال قطر 2022.
آه! بورخس الخبيث! يحاول إغاظتي لأني قارنته بميسي!
– يزعم الإعجازيون عندنا أن إسرائيل، في ذلك العام تحديدا، ستزول من الوجود.
– أقرأ من هذه الأشياء الكثير، كما أظنك تعرف اهتمامي بالقَبالاه وحساب الجُمَّل والتنبؤات المقدسة، لكن الحسابات لا تحسم إن كان زوال إسرائيل قبل المونديال أم بعده.
– ربما معك حق.. ولو أني لا أريد تخييب ظنك، إلا أن الكثير من الوقائع توحي بأن التطبيع سيكون ناجزا حتى ذلك الحين. لذا، لا أشياء مثيرة ستحدث.
– معقول جدا، أتعلم لم سيفوز الفرنسيون؟
– أف! أتعلم أنهم سيفوزون؟
– بالتأكيد، أخبرتك أن آخر مباراة حقيقية جرت منذ عقود. بل كل شيء حقيقي يمكن أن يحدث قد حدث. نحن نعيش عصر التمثيل، هذا كله دراما. بعضها جيد، بعضها رديء، لكن لا شيء منها حقيقي.
– ووجودنا؟ أليس حقيقيا؟
– هو مجرد اصطلاح.
كان على حق. فاز الفرنسيون. وتلاشى بورخس تاركا على الطاولة بقايا سيجارته.
• يوتوبيا بابلو إسكوبار
في “نقد فلسفة الحق عند هيجل” لم يكتب كارل ماركس: “كرة القدم هي زفرة المخلوق المضطهد، قلب عالم لا قلب له، روح معيشة لا روح فيها. إنها كوكائين الشعب”. فقد كان منشغلا بتحليل مسألة الدِين. كارل، كارلوس، كاكاو، كوكاكولا، كولومبس، كولومبيا. تتحكم كولومبيا بمزاج دافع الضرائب الأمريكي. شعار حملتي الانتخابية: جرعة لكل مواطن. ديمقراطية السعادة. كوزموبوليتانية النشوة. يحاول “فالكاو” رشوة الحكم الأمريكي ببضعة جرامات من good stuff. أي شيء جائز لإلحاق هزيمة تاريخية بحكومة صاحبة الجلالة التي تنظر بعين العطف والرأفة لشعوب العالم الثالث. يتاجر الهنود بالأعضاء، الروس بالعاهرات، الكولومبيون بالكوكائين، والسوريون الأدالبة بالعائدين من الموت. الحياة هي كرة القدم والتجارة: مباراة ليس فيها وقت بديل للضائع، صفقة لا مساومة فيها. ثم إن تهريب أطنان من هذا المسحوق الأبيض كالثلج، السعيد كالسحب، البريء كقصة حب؛ أسهل من عبورك جدارا إسمنتيا ونفقا لمياه الصرف الصحي. التوزيع غير العادل للثروة، الأنظمة المستبدة، انهيار المنظومة المجتمعية، بل حتى الاغتراب الميتافيزيائي للإنسان في عالم غريب عنه.. ليست سوى أسباب ثانوية جدا للشرط الإنساني/البؤس البشري/ المعاناة الوجودية. المسألة ترتبط أولا وأساسا بتراكيز الكوكائين في المشابك العصبية.
“بعد سنوات طويلة، وأمام فصيل الإعدام، تذكر الكابتن كارلوس ألبيرتو فالديراما بالاسيو، عصر ذلك اليوم البعيد، الذي تأهلت فيه كولومبيا إلى الدور ربع النهائي”.
جارثيا ماركيث أكثر رضى عن مئته الجديدة من العزلة.
• صافرة الختام
“كل ما أعرفه عن الموت والالتزام، أدين به لكرة القدم”. كذا كتب مرة الفيلسوف الوجودي الفرنسي ألبير كامي. حاز نوبل في الأدب، لكنه ظل يفضل تلك الأيام التي كان فيها حارسا لمرمى فريق جامعة وهران، حيث تعلم كل ما يحتاجه عن الأخلاق. في مسرح الكرة، ترين ما شئت من أنماط السلوك البشري ودوافعه وتجلياته: الأنانية، الإيثار، التضحية، الاحتيال، الخيانة، العزيمة، اليأس، الألم، التسليع، القذارة… تفوزين فتصبحين بمزاج إله، تخسرين فترتمين كالقمامة.
بجانبه، يجلس ماريو بارجاس يوسا، البيروفي الذي حاز نوبل في الأدب بعد كامي بعقود. لا أعرف شيئا عن مدى اهتمامه بكرة القدم، أعرف أنه رشح نفسه مرتين لرئاسة البيرو، وخسر في كلتيهما. قال: “تعلمت من معاركي الانتخابية أنه كثيرا ما يكون للديكتاتوريين شعبية كبيرة”. هل كان يجلس في المدرجات يشجع منتخبه الوطني؟ أم كان ينتظر الفاصل بين الشوطين ليحصل على توقيع كامي؟
في المرتين كان يوسا مرشحا فوق العادة، وفي المرتين لم تتأهل البيرو إلى الدور الثاني: هدف الديكتاتور كان قاتلا.
هوامش:
– مرتزقة فاجنر: فاز المنتخب الروسي على المصري بثلاثة أهداف لواحد، كان المدرب الروسي يعامل لاعبيه كما لو كانوا موظفين لديه في شركة فاجنر طيبة الذكر.
– بطاقة حمراء: فاز المنخب الأرجنتيني على النيجيري بهدفين لواحد، كان الحكم تركيّاً.
آخر تانجو في كازان: فاز المنتخب الفرنسي على الأرجنتيني بأربعة أهداف لثلاثة.
– يوتوبيا بابلو إسكوبار: بركلات الترجيح فاز المنتخب الإنجليزي على الكولومبي بأربعة أهداف لثلاثة مقصيا إياه من الدور الثاني.
– صافرة الختام: فاز المنتخب الفرنسي على نظيره البيروفي بهدف وحيد. لم تكن المباراة النهائية، لكنها كانت مناسبة لإنهاء النص.
تصميم اللوحة: المأمون محمد